وقفة امام شاطئ الدموع
أكتبُ لكُلِّ منْ تأثّروا وعانقتْ قلوبهم بعضُ عبراتٍ من الحزنِ الدفينِ على من همسوا الوداعَ على أجنحةِ الرحيلِ كنبراتِ صلواتٍ مُستحقّةٍ علينا جميعاً ، دونَ أنْ تستطيعَ قدرةٌ في الدنيا حتّى الموت ، منْ أنْ تفصِمَ عروةٌ مكّنتها روابطُ الحياةِ بينَ البشرِ ..
نقاءٌ من بياضِ الثلجِ أُهديكمْ ، وتغاريدُ طيورٍ ، وتراتيلُ ملائكةِ السماءِ رداءُ عزاءٍ من الفرحِ الدائمِ يعودُ عليكمْ بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمانِ وأكاليلِ الحبِّ الصادقِ .
غمامةٌ من الحزنِ مرّتْ كسابقاتِها فوقَ صفحاتِ موقِعِ ضيعتنا ، لكنّنا نؤمنُ بألوانِ الحياةِ وأنَّ لها محطّاتٌ للرحيلِ نهاياتُها عندَ شواطىءِ الدموعِ .
فالحياة التي نعيشُها كأنّها صالةُ انتظارٍ كبيرةٍ بحجمِ الأرضِ ، يتقابلُ فيها كلّ أنواعِ البشرِ من جميعِ فئاتهم وطبقاتهم ، ولكنْ مهما طالَ الإنتظارُ هُنا في قاعةِ الحياةِ ، لا بُدَّ أن يأتي يومُ الرحيلِ عنها ، كُلُّ واحدٍ لأسبابهِ التي لا يعلمُها إلاّ خالقِهِ الرحيمُ الغفورْ ..
فالبرُغمِ من ابتعادِ الكثيرينَ على مراكبِ الموتِ ، إلاّ أنّهم يَبقونَ في القلوبِ يسكنونها ، ولا يبرحونَ صفحاتِ الذاكرةِ مهما حاولنا للنسيانِ سبيلا ، كأنّهم أسماءَ وُشِمتْ فوقَ جُدرانِ القلوبِ ، حتى أصبحتْ جزءاً من أقدارنا لا نستطيعُ إليها نسيان .
فهم ابناؤنا وأهلنا وأحبتنا ، وهم من نبكي فُراقهم دونَ وجلٍ لأنّهم تركوا لنا بصمةَ الحبِّ والعطاءِ رصيداً عالياً لا يقبلُ الصرفَ إلاّ بمثلهِ ، فألم الفراقِ يُمزّقُ الأحشاءَ ولا تُطوى صفحاتُهُ بمرورِ الأيّامِ ، ومهما قُرِعتْ طبولُ الأفراحِ علينا ألاّ ننسى أو تخدعنا أفراحنا ، فبعدَ كلِّ فرحةٍ أحزانُ .. أو كما قالتِ الحُكماءُ " الأيّامُ التي نعيشُها جسرٌ إلى الآخرةِ ، فلا تغترَّ بطولِها "
ولن ننسى أبداً أنَّ أجملَ الابتساماتِ وأطولها هي التي تشقُّ طريقَها بينَ الدموعِ ..
هكذا هي الحياة ... نعبُرُ طريقها دونَ استئذانٍ مِنّا ...
فطوبى للذين عبَروا حاملينَ بأيديهم فوقَ أوراقِ الورودِ وعطرها كُلَّ الحبِ والإخلاصِ .
وطوبى لمن جلسوا يوماً أمامَ بوابةِ الأحلامِ ، وتربّعوا فوقَ عرشِها ، وحوّلوا وهُم بيننا كُلَّ السوادِ إلى بياضْ ، وحالكِ الليلِ إلى نهارْ ، وظلمة الألمِ إلى شمسٍ من الأملِ الجديدِ ..
وطوبى لمن كانوا كمطرِ الصيفِ ومعاطفِ الشتاءْ ، وزرعوا في خريفِ ذاكرتنا وروداً وكانوا كنسائمِ الربيعْ ..
سلامٌ على كلّ الأرواحِ الطاهرةِ التي رحلتْ إلى الموتِ وأمستْ نسمة حياةْ جديدة في سماءِ اللهِ الواسعةِ .
فأمامَ هيبةِ هذا السرّ الكبير سرّ الموت ، وبالرغمِ من كلّ خيالاتنا وتعلّقِنا بالحياةِ بأشواقِنا وأمانينا وأحلامِنا في الأنوارِ وتحتِ الظلالِ ، لا بُدَّ لها في نهايةِ المطافِ أنْ تُلملِمَ أذيالَها مودّعةً ملذّات الحياةِ الساكنةِ فوقَ الأرضِ ، لتنتهي روحاً سابِحةً في سماءِ اللهِ الأبديّةِ ..
فلا تحزنوا إخوتي .. فالموتُ .. بقايا عاصفةٍ شريدةٍ في قعرِ وادي .. تهدأُ هُنا .. وتلطُمُ هُناكْ ، فتهز نواقيس الموت لتأتي ساعة الرحيلِ المؤجّلةِ منذُ الولادةِ ، فمهما تحصّنا بِضعفِنا من دنوِّ هذهِ الساعةِ بكلِّ أنواعِ الحصونِ ، يبقى حصنُ الإيمانِ هو الحصنُ الوحيدُ الذي لا يُدكُّ ، بل يُضيفُ لأرواحِنا زاداً من زادِ الله فيُبعِدُ كُلَّ الأحزانِ ، ويشُدُّ روابطَ الرجاءِ في القيامةِ لحياةٍ أبديةٍ بأرواحٍ نقيّةٍ طاهرةٍ فَرِحَةٍ من انعتاقِها من أجسادِها الدنيويّةِ ، ومن متاعبِ الدنيا وهمومِ الحياة ..
اتمنى ان ينال اعجابكم
تحياتي لكم
جنان الامل
أكتبُ لكُلِّ منْ تأثّروا وعانقتْ قلوبهم بعضُ عبراتٍ من الحزنِ الدفينِ على من همسوا الوداعَ على أجنحةِ الرحيلِ كنبراتِ صلواتٍ مُستحقّةٍ علينا جميعاً ، دونَ أنْ تستطيعَ قدرةٌ في الدنيا حتّى الموت ، منْ أنْ تفصِمَ عروةٌ مكّنتها روابطُ الحياةِ بينَ البشرِ ..
نقاءٌ من بياضِ الثلجِ أُهديكمْ ، وتغاريدُ طيورٍ ، وتراتيلُ ملائكةِ السماءِ رداءُ عزاءٍ من الفرحِ الدائمِ يعودُ عليكمْ بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمانِ وأكاليلِ الحبِّ الصادقِ .
غمامةٌ من الحزنِ مرّتْ كسابقاتِها فوقَ صفحاتِ موقِعِ ضيعتنا ، لكنّنا نؤمنُ بألوانِ الحياةِ وأنَّ لها محطّاتٌ للرحيلِ نهاياتُها عندَ شواطىءِ الدموعِ .
فالحياة التي نعيشُها كأنّها صالةُ انتظارٍ كبيرةٍ بحجمِ الأرضِ ، يتقابلُ فيها كلّ أنواعِ البشرِ من جميعِ فئاتهم وطبقاتهم ، ولكنْ مهما طالَ الإنتظارُ هُنا في قاعةِ الحياةِ ، لا بُدَّ أن يأتي يومُ الرحيلِ عنها ، كُلُّ واحدٍ لأسبابهِ التي لا يعلمُها إلاّ خالقِهِ الرحيمُ الغفورْ ..
فالبرُغمِ من ابتعادِ الكثيرينَ على مراكبِ الموتِ ، إلاّ أنّهم يَبقونَ في القلوبِ يسكنونها ، ولا يبرحونَ صفحاتِ الذاكرةِ مهما حاولنا للنسيانِ سبيلا ، كأنّهم أسماءَ وُشِمتْ فوقَ جُدرانِ القلوبِ ، حتى أصبحتْ جزءاً من أقدارنا لا نستطيعُ إليها نسيان .
فهم ابناؤنا وأهلنا وأحبتنا ، وهم من نبكي فُراقهم دونَ وجلٍ لأنّهم تركوا لنا بصمةَ الحبِّ والعطاءِ رصيداً عالياً لا يقبلُ الصرفَ إلاّ بمثلهِ ، فألم الفراقِ يُمزّقُ الأحشاءَ ولا تُطوى صفحاتُهُ بمرورِ الأيّامِ ، ومهما قُرِعتْ طبولُ الأفراحِ علينا ألاّ ننسى أو تخدعنا أفراحنا ، فبعدَ كلِّ فرحةٍ أحزانُ .. أو كما قالتِ الحُكماءُ " الأيّامُ التي نعيشُها جسرٌ إلى الآخرةِ ، فلا تغترَّ بطولِها "
ولن ننسى أبداً أنَّ أجملَ الابتساماتِ وأطولها هي التي تشقُّ طريقَها بينَ الدموعِ ..
هكذا هي الحياة ... نعبُرُ طريقها دونَ استئذانٍ مِنّا ...
فطوبى للذين عبَروا حاملينَ بأيديهم فوقَ أوراقِ الورودِ وعطرها كُلَّ الحبِ والإخلاصِ .
وطوبى لمن جلسوا يوماً أمامَ بوابةِ الأحلامِ ، وتربّعوا فوقَ عرشِها ، وحوّلوا وهُم بيننا كُلَّ السوادِ إلى بياضْ ، وحالكِ الليلِ إلى نهارْ ، وظلمة الألمِ إلى شمسٍ من الأملِ الجديدِ ..
وطوبى لمن كانوا كمطرِ الصيفِ ومعاطفِ الشتاءْ ، وزرعوا في خريفِ ذاكرتنا وروداً وكانوا كنسائمِ الربيعْ ..
سلامٌ على كلّ الأرواحِ الطاهرةِ التي رحلتْ إلى الموتِ وأمستْ نسمة حياةْ جديدة في سماءِ اللهِ الواسعةِ .
فأمامَ هيبةِ هذا السرّ الكبير سرّ الموت ، وبالرغمِ من كلّ خيالاتنا وتعلّقِنا بالحياةِ بأشواقِنا وأمانينا وأحلامِنا في الأنوارِ وتحتِ الظلالِ ، لا بُدَّ لها في نهايةِ المطافِ أنْ تُلملِمَ أذيالَها مودّعةً ملذّات الحياةِ الساكنةِ فوقَ الأرضِ ، لتنتهي روحاً سابِحةً في سماءِ اللهِ الأبديّةِ ..
فلا تحزنوا إخوتي .. فالموتُ .. بقايا عاصفةٍ شريدةٍ في قعرِ وادي .. تهدأُ هُنا .. وتلطُمُ هُناكْ ، فتهز نواقيس الموت لتأتي ساعة الرحيلِ المؤجّلةِ منذُ الولادةِ ، فمهما تحصّنا بِضعفِنا من دنوِّ هذهِ الساعةِ بكلِّ أنواعِ الحصونِ ، يبقى حصنُ الإيمانِ هو الحصنُ الوحيدُ الذي لا يُدكُّ ، بل يُضيفُ لأرواحِنا زاداً من زادِ الله فيُبعِدُ كُلَّ الأحزانِ ، ويشُدُّ روابطَ الرجاءِ في القيامةِ لحياةٍ أبديةٍ بأرواحٍ نقيّةٍ طاهرةٍ فَرِحَةٍ من انعتاقِها من أجسادِها الدنيويّةِ ، ومن متاعبِ الدنيا وهمومِ الحياة ..
اتمنى ان ينال اعجابكم
تحياتي لكم
جنان الامل